اختلف العلماء في الإجابة على سؤال هل يجوز الصيام قبل رمضان بيوم إلى آراء مختلفة، حيث كان رأي العلماء في الشخص الذي يعتاد الصيام طوال العام مختلف عن رأيهم في الشخص الذي لا يعتاد الصيام، فمنهم من حرم صيام الشخص قبل رمضان بيوم أو يومين، ومنهم من قال أنه أمر مكروه، ومنهم من قال أنه يجوز فدعونا نتعرف على أهم الآراء.
هل يجوز الصيام قبل رمضان بيوم
اتفق بعض العلماء على أنه يجوز لأي شخص اعتاد الصيام أن يصوم قبل شهر رمضان بيوم أو يومين، بالإضافة الى أنهم أجازوا صيام الشخص الذي عليه صيام فرض أو نذر أو كفارة، فيجوز له أن يقضي القضاء قبل بداية الشهر بيوم أو يومين، لكن اختلف العلماء في الشخص الذي ليس له عادة الصيام طوال العام إلى أقوال عديدة، ومن أهمها التالي:
- الرأي الأول
رأي جمهور الحنفية وبعض المالكية مثل ابن سلمة أن صيام الشخص الذي ليس من عادته الصيام طوال العام أمر مكروه، وقد استدل أصحاب الرأي الأول على ذلك بأدلة كثيرة منها التالي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا، فليصمه)
ويدل الاستثناء في هذا الحديث على أن صيام الشخص الذي ليس عليه قضاء فرض أو نذر أمر مكروه وليس محرم؛ لأنه لو كان محرم لحرم على الجميع، لكن استثنى الرسول صلى الله عليه وسلم الشخص الذي ليس من عادته الصيام خلال العام.
الرأي الثاني
أصحاب الرأي الثاني هو مذهب الشافعية ورواية في الحنابلة، ومذهب الظاهرية وكان رأيهم هو تحريم الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين لأي شخص ليس من عادته الصيام طوال العام ولا يقضي صيام فرض، وقد استدلوا على رأيهم بأدلة كثيرة، ومن أهمها التالي:
(لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا، فليصمه)
وقد استدلوا بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصيام آخر يومين في شعبان؛ لأن الأصل في النهي هو اقتضاء التحريم.
الرأي الثالث
الرأي الثالث وهو مذهب المالكية الذين أجازوا الصيام آخر يومين من شعر شعبان، وقد استدلوا بالأدلة التي ذكرناها من قبل، لكن حملوا النهي في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم على أن التقديم يكون تعظيما لشهر رمضان الكريم.