ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك من كل عام

يعتبر معبد الكرنك من أشهر المعالم التاريخية المصرية، و التي تقع في صعيد مصر تحديدا في محافظة الاقصر ، و يرجع تسمية المعبد بهذا الاسم نسبة لمدينة الكرنك الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل، و تعني المدينة المحصنة و تحتوي المدينة على مجموعة من أكبر المعابد في مصر، و سمي المعبد أيضا بعدة أسماء منها المكان المختار أو المكان الأكثر هيبة و وقارا. يرجع سبب تسمية المكان بهذه الاسماء إلى اعتقاد المصريين القدماء، بأن التلة التي بني عليها المعبد هي البداية لتكوين الارض، بالاضافة إلى اعتباره مكانا للعبادة، حيث كان الناس يعبدون الاله امون من هذه الارض، و هو الاله الأكبر في حياة القدماء، و تم بناء المعبد ما بين عامي 1971 قبل الميلاد و 1926  قبل الميلاد  في عهد الملك سنوسرت الاول، ثاني ملوك الاسرة المصرية الثانية عشر، و أكثر ما يميز المعبد هو الظاهرة الفلكية الشهيرة ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك.

تعامد الشمس على معبد الكرنك

تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك من أكثر ما يتميز به المعبد، و هي ظاهرة فلكية تتكرر مع بداية فصل الشتاء و فصل الصيف، تحدث هذه الظاهرة سنويا كاعلان عن بداية فصل الشتاء رسميا في 21 من ديسمبر، حيث يتعامد قرص الشمس  تحديدا على قدس أقداس الاله امون، تم اكتشاف هذه الظاهر لأول مرة في سنة 2005.

كما تعتبر هذه الظاهرة أحد أهم عوامل جذب السياح للمعبد في هذا التوقيت من كل عام، حيث يمكن رؤية قرص الشمس متوسط البوابة الشرقية، و بعدها تكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة، و هي قدس أقداس الاله امون، بالاضافة إلى الفناء المفتوح و صالة الأعمدة، و عند منتتصف النهار تنتشر أشعة الشمس بداخلها في مشهد جمالي و ساحر يسلب العقول، و يعبر عن مدى قوة القدماء المصريين في علوم الفلك  و الهندسة، لذلك فإن معبد الكرنك يعتبر معلم ديني، يوضح مدى علاقة المصريين القدماء بالالهه، كما أنه مرتبط بالظواهر الفلكية و الطبيعية و تغيرات الفصول، حيث كان المزارعين يستدلوا بالمعبد لتحديد أنواع المحاصيل.

أجزاء المعبد

يتكون معبد الكرنك من أجزاء مختلفة:

  • المسلة: مسلة الملكة حتشبسوت مصنوعة من مادة الجرانيت الخالص، و يصل ارتفاعها إلى 11 متر بينما تزن المسلة 90 طن.
  • البحيرة المقدسة : يبلغ طول البحيرة 80 متر و عرضها 40 متر ، و تقع البحيرة المقدسة خارج البهو الرئيسي للمعبد، و يزيد عمر البحيرة عن 3000 سنة، و من العجيب أيضا في هذه البحيرة أن منسوب المياه بها ثابت ولا تجف، بالرغم من عوامل التبخر و التسرب على مر العصور، و قديما كان الكهنة و الملوك يغتسلون بها قبل بدء المراسم الدينية و الاحتفالات، اعتقادا منهم بأنها مياه مباركة.
  • طريق الكباش : هو طريق ملكي يربط بين معبد الكرنك و معبد الاقصر تم اكتشافه عام 1494، يبلغ طوله 2700 متر و يقع على كلا الجانبين 1200 كبش ، و يرمز الكبش إلى الاله امون، كان يستخدم هذا الطريق قديما في المراسم الدينية و الاحتفالات، و تم افتتاح الطريق رسميا في موكب المومياوات الملكية في 2021.