في عصر الانترنت والتكنولوجيا، أصبحت تطبيقات التوصيل من الخدمات الأساسية التي يستخدمها الكثير من الناس في حياتهم اليومية، سواء كان ذلك لطلب الطعام، أو المشتريات، أو الملابس، أو حتى الأدوية، فإن تطبيقات التوصيل توفر للمستخدمين راحة وسرعة وتنوع في الخيارات، ولكن، هل فكرنا يوما في الآثار السلبية التي قد تحدث بسبب استخدام هذه التطبيقات بشكل مفرط؟
الكسل الاجتماعى
إحدى هذه الآثار هي ما يمكن أن نسميه بـ”الكسل الاجتماعي”، وهو مصطلح يعبر عن قلة التفاعل والتواصل مع الآخرين بسبب الاعتماد على تطبيقات التوصيل لتلبية احتياجاتنا.
فعندما نستطيع طلب كل شيء نريده بضغطة زر، فإننا نفقد الحافز للخروج من منازلنا والتعرف على أشخاص جدد والانخراط في المجتمع، كما أننا نفقد فرصة ممارسة المهارات الشخصية والاتصالية التي تساعدنا على بناء علاقات صحية ومتوازنة.
آثار صحية
بل إن استخدام تطبيقات التوصيل قد يؤدي إلى تدهور صحتنا الجسدية والنفسية أيضا، فعلى المستوى الجسدي، فإن قضاء وقت طويل في المنزل دون حركة أو رياضة، قد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، أما على المستوى النفسي، فإن عزلة الذات عن المجتمع قد تسبب شعورا بالوحدة والحزن والضجر وقد تؤدي إلى اضطرابات مزاجية مثل الكآبة والقلق.
وكما انه يقوم بانغلاق النفس بشكل كبير جدًا فيما يجعلها كثيرة التفكير في العديد من الأمور التي ليس معني لها، بالإضافة إلى تحليل الأفكار والمواقف بشكل غير صحيح على مدار اليوم، وذلك يؤدى إلى الإرهاق النفسي والتعب والشعور بالإجهاد ونفاذ الطاقة في إلا شي، فعلى جميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي معرفة خطورة الأمر على المدى القريب والبعيد.
كيف نستخدمها بشكل صحيح؟
إذًا كيف نستطيع تجنب هذه المشكلة؟ هل يجب أن نتخلى عن تطبيقات التوصيل نهائيًا؟ بالطبع لا، فهذه التطبيقات لها فوائدها ومزاياها التي لا يمكن إنكارها، لكن يجب أن نستخدمها بشكل معتدل وذكي، يجب أن نستغل فرصة التواصل مع الناس الذين يقدمون لنا الخدمات ونشكرهم على جهودهم، يجب أن نختار الطعام الصحي والمتوازن ونتجنب الإفراط في الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، يجب أن نضع حدودًا زمنية لاستخدام تطبيقات التوصيل ونحرص على تخصيص وقت للأنشطة التي تثري عقولنا وأرواحنا.