تفاصيل سوق تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية

تعد المملكة العربية السعودية سوق واعد لمجال تكنولوجيا المعلومات بمختلف فروعه، حيث تنمو الأعمال وتزدهر بشكل جيد وسريع في المملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات وذلك وفق رؤية المملكة 2030 للتحول من الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل القومي للمملكة العربية السعودية، والاعتماد على مجالات أخرى ومن بينها وأهمها مجال التكنولوجيا.

وتعمل حكومة السعودية بشكل جيد في جذب كبرى الشركات التقنية لها لتتخذ من المملكة مقراً جديداً لها في الشرق الأوسط، وتقدم المملكة العديد من المميزات والتسهيلات لكافة أنواع الشركات التقنية، وتعمل بكل جهد لتجهيز البنية التحتية تجهيزاً كاملاً لرؤية المملكة 2030.

السعودية من النفط إلى الاقتصاد الرقمي

منذ سنوات كانت السعودية تعتمد بشكل رئيسي على النفط كمصدر أساسي لاقتصادها، الأمر الذي جعلها تدرك جيدا أنها في خطر طالما ظلت تعتمد على النفط فقط أو بشكل رئيسي دون التركيز على مصادر أخرى أكثر استدامة.

وقد بدأت السعودية تركز في عملها على نمو سوق تكنولوجيا المعلومات وبناء ما يعرف بالاقتصاد الرقمي للمملكة العربية السعودية ليكون هو أساس اقتصادها في المستقبل القريب الذي يعتمد على تطوير البرمجيات والتقنية بشكل أساسي، ومن هنا تعمل المملكة بشكل سريع وجريء لتجهيز بنيتها التحتية وجذب الشركات التقنية لها ودعم الإبداع والابتكار التكنولوجي وتسهيل إجراءات الشركات الناشئة في كافة المجالات. 

وقد أوضح الدكتور محمد بن سعود التميمي، محافظ الهيئة السعودية للاتصالات والفضاء والتقنية، أن السعودية تحتل مكانة جيدة في الوقت الحالي كمركز إقليمي للتقنية والابتكار، وقد جاءت المملكة العربية السعودية في المركز الثاني ضمن مؤشر التنافسية الرقمية بالتنافس مع دول مجموعة العشرين وفي المركز السادس في التميز التنظيمي الرقمي وفقاً لمؤشر الاتحاد الدولي للاتصالات. 

ويقول التميمي أن المملكة العربية السعودية تصنف حاليا كأكثر الدول المتقدمة في التنظيم الرقمي على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد بلغت القيمة السوقية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة 144 مليار ريال في عام 2021.

توقعات بنمو سوق تكنولوجيا المعلومات حتى 2026

من المتوقع أن تزداد حصة سوق تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية السعودية بمقدار 5 مليون دولار أمريكي من عام 2022 حتى عام 2026، وسوف يتسارع زخم نمو السوق بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 8%.

ويعتبر التحول الرقمي في المملكة العربية ورؤية المملكة 2030 أحد الركائز الأساسية التي تدفع سوق تقنية المعلومات للتطور والتقدم بشكل سريع وبدعم كبير من حكومة المملكة متمثلاً في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

اتجاهات سوق تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية

يعتبر الطلب المتزايد على الحوكمة الإلكترونية والتحول الرقمي  أحد الاتجاهات الرئيسية لسوق تكنولوجيا المعلومات المملكة العربية السعودية، وقد احتلت السعودية المركز التاسع  في مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية EGDI عام 2020. 

حيث تعمل الحكومة السعودية مع الشركات والخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات على التحول الكامل والاعتماد الكلي على التكنولوجيا لتقديم الخدمات الحكومية والمدنية وخدمات التوظيف والخدمات التعليمية والخدمات المالية وخدمات الدفع الإلكتروني، وغيرهم الكثير.

وتعمل حكومة المملكة العربية بدون توقف لتقديم خدماتها كاملة عبر الإنترنت بشكل رقمي من خلال إطلاق العديد من التطبيقات والمنصات الرقمية لخدمة المواطن السعودي.

وتشجع المملكة العربية السعودية الشركات الصغيرة والمتوسطة للتواجد عبر الإنترنت وتقديم خدماتها رقمياً أو دخول سوق التجارة الإلكترونية بدلاً من التجارة التقليدية، وتشير التوقعات أن الحوسبة السحابية في المملكة العربية السعودية سوف تشهد نمواً بالغاً خلال السنوات القادمة وذلك لزيادة حجم البيانات التي سوف تحتاج للتخزين السحابي بعد التحول الرقمي الكامل للمملكة العربية السعودية.