لتيسير أمورنا .. صلاة الإستخارة وطريقة أدائها والأوقات المكروه أدائها فيه بالتفصيل

قد يحتار أي شخص بين أمرين ويلجأ إلى أداء صلاة الإستخارة ليطلب من الله عز وجل ليرشده الأمر الصواب، خاصة في أمور الزواج والعمل أو للدراسة في جامعة معينة وغيرها من الأمور المصيرية التي يصعب على الشخص إختيار الأمر الأصوب بينهما، لذلك نحتاج إلى اللجوء إلى صلاة ودعاء الإستخارة التي تسهل علينا أمورنا، سنوضح لكم في هذا المقال كافة المعلومات عن هذه الصلاة وكيفية أدائها,.

تفاصيل صلاة الإستخارة

السؤال الذي نهتم به الكثير هو كيفية أداء صلاة الإستخارة، وما هو الوقت المستحب فيه أدائها، وكم مرة تصلي هذه الصلاة وما هي صيغة الدعاء الصحيحة الذي يقال أثناء الصلاة، وغيرها من الأسئلة التي سنجيب عنها في الفقرات التالية بالتفصيل، ولكن يجب علينا أولاً أن نكون على يقين بأن الله عز وجل سيستجيب لنا صلاتنا ودعائنا قبل البدء في أدائها، اليقين بالله هو بداية كل دعاء .

دعاء صلاة الإستخارة

هذه الصلاة تعتمد بشكل كبير على الدعاء الخاص بها وهو اللجوء إلى الله عز وجل وطلب المساعدة منه للإختيار بين أمرين يصعب علينا إتخاذ القرار بينهما، حيث ورد دعاء الإستخار عن النبي الكريم “صل الله عليه وسلم”، فقد ورد عن جابر “رضي الله عنه”: أن النبي “صل الله عليه وسلم” كان يعلمنا الإستخارة في كل الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، ويقول النبي:

«إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِك، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِك، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِر، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَم، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوب.

اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْر (تذكر حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيه.

اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْر (تذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْه، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ».

كيفية أداء الصلاة

يمكن لكل شخص محتار بين أمرين ولا يعلم ما هو الأمر الأصح والأصوب بالنسبة له، أن يقوم بأداء الصلاة ويسأل الله عز وجل أن يلهمه للأصلح والأصوب، هذه الصلاة لها خطوات معينة ودعاء معين، سنوضح لكم كل التفاصيل في هذه الفقرة حتى تأدوا الصلاة بشكل صحيح، فقط علينا إتباع الخطوات التي سنوضحها لمن في النقاط التالية بداية من إحضار النية حتى ترديد الدعاء:

1. أولاً يجب أن يتوضأ ومنها يستحضر النية للصلاة.
2. ثم نبدأ في صلاة الإستخارة وهي ركعتين، يمكن أي يقرأ المصلي ما تيسر من القرآن ولكم من المستحب أي يقرأ:
   • في الركعة الأولى الفاتحة ثم سورة الكافرون.
   • وفي الركعة الثانية يقرأ الفاتحة ثم سورة الإخلاص.
3. وفي حالة ما كنت ترغب في الزيادة في الصلاة يمكن قراءة الآيتين التاليتين بعد الفاتحة:
   • في الركعة الأولى “وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُون” [سورة القصص: 68-69].
   • وفي الركعة الثاني نقرأ “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا” [سورة الأحزاب: 36].
4. وبعد الإنتهاء من الركعتين نرفع يدينا إلى الله عز وجل ونحمده ونثني عليه، كما نصلي على النبي الكريم.
   • والأفضل أن نردد النصف الثاني من  الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية.
5. كما يجوز أن نقوم دعاء الإستخارة قبل السلام أو بعده.

كم مرة نصلي الإستخارة

أما بالنسبة لسؤال عدد مرات أداء الصلاة، فإن من الممكن أن نكرر الصلاة عدة مرات وليس مرة واحدة إذا كنا نرغب في ذلك، ولكن هناك شرط هو أن لا تجعل رغبتك في أمر واحد تسيطر على تفكيرك، ولكن أترك الأمر كله على الله عز وجل، فهو القادر على أن يلهمك الأنسب والأصلح لك دائما وكن على يقين بإن إختيار الله هو الخير لك ولمستقبلك حتى أن كنت لا ترغب فيه.

الأوقات المكروه فيها الصلاة

تداول الكثير من الأسئلة حول الإستخارة وصلاتها ودعائها، ولكن السؤال الأهم الذي سأله الكثير هو الأوقات المكروه أو الغير مستحب فيها أداء تلك الصلاة، فقد رد الشيخ على جمعة المفتي جمهورية مصر العربية السابق عن سؤال الأوقات المكروه فيها أداء صلاة الإستخارة وهو امر مختلف عليه قليلاً وقال: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى إن الأوقات المكروه فيها الصلاة ثلاثة وهم:

• عند طلوع الشمس إلى أن ترتفع بمقدار رمح أو رمحين.
• وعند إستوائها في وسط السماء حتى تزول.
• وعند إصفرارها بحيث لا تتعب العين في رؤيتها حتى تغرب.

كما ذهب المالكية إلى أن عدد أوقات المكروه فيها إداء الصلاة هم إثنين:

• عند الطلوع (الشروق) وعند الإصفرار (الغروب).
•  أما وقت الإستواء فلا تُكرَهُ فيه الصلاة في مذهبهم.