شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ .. كيفية قيام ليلة القدر

يفصلنا يوم واحد فقط عن بداية الثلث الأخير من رمضان 1445-2024؛ وتزامنا مع ذلك زاد البحث عن كيفية قيام ليلة القدر، فيحرص المسلمون على تحري ليلة القدر وإحياء ليلتلها ومعرفة علاماتها التي تدل على وقوعها، وذكرت السنة النبوية علامات ليلة القدر، وحث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- على إحياء ليلة القدر لأنها خير من ألف شهر قال تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، واختلف العلماء في سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، وسوف نعرض لكم في السطور التالية كل مايتعلق بهذا الأمر بالتفصيل.

كيفية قيام ليلة القدر

كان النبي صلى الله عليه وسلم، يجتهد في العبادة في ليلة القدر أكثر من غيرها، لحديث عائشة رضي الله عنها: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)، وكان اجتهاده في عدة أمور: كالصلاة، وتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، وإخراج الصدقة، وغيرها من الأعمال الصالحة، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يتفرّغ للقيام والذكر، فيذكر الله بقلبه ولسانه وجوارحه، و يوقظ أهله ليغتنموا بركات هذه الليالي العظيمة.

علامات ليلة القدر

وبالنسبة لعلامات ليلة القدر، وردت إمارة ذكَرَها أبيّ بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ * لَهَا)، وقد تناقل الناس بعض علامات ليلة القدر والتي لا يثبت فيها حديث، كأن يكون الجو فيها ساكنًا لا حاراً ولا بارداً، وأن الأشجار فيها تسجد، والكلاب لا تنبح، والنور يكون في كل مكان، وأن يصبح الماء المالح حلواً، وغيرها من العلامات التي لا أصل لها، فعدم رؤية البعض لها لا يعني أنه لم يدرك الليلة ولم يوفق لها، ويستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتم ذلك ولا يخبر أحدًا به لأنها كرامة من الله، والكرامة يجب أن تُكتم.

فضائل ليلة القدر

والجدير بالذكر أم هذه الليلة سميت بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: “فيها يفرق كل أمر حكيم”. وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بقوله الأحاديث.