أسعار الذهب تنخفض بعد ارتفاع الدولار لأعلى مستوى خلال أسبوع

تراجعت أسعار الذهب اليوم الجمعة نتيجة لارتفاع قيمة الدولار، بعد أن شهد المعدن الأصفر صعودًا يوم أمس الخميس لأعلى مستوى له منذ فترة تصل إلى شهرين، وقد ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له خلال أكثر من أسبوع، وجاء ذلك بعد صدور بيانات إيجابية عن التقرير الأسبوعي للوظائف في الولايات المتحدة، مما أدى إلى التردد حول ما إذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي سيوقف زيادة أسعار الفائدة بعد الزيادة المتوقعة في الأسبوع المقبل، ويتوقع على نطاق واسع أن يرفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في 26 يوليو.

تأثير الدولار وسياسات الفائدة على أسعار الذهب

وقد صرّح كبير محللي السوق في إكسينيتي هان تان قائلاً: “في حال أكد الاحتياطي الاتحادي توقعات السوق وأوقف رفع أسعار الفائدة بعد هذا الشهر؛ فقد يُمكِن ذلك مشتري الذهب من استعادة مستوى الألفي دولار مرة أخرى”، وأضاف: “إلا أنه إذا تم خلاف توقعات السوق من قبل الاحتياطي الاتحادي وأُشار إلى استمرار دورة رفع أسعار الفائدة، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة بعض المكاسب الأخيرة للذهب وعودته إلى مستوى حوالي 1900 دولار”، ويؤثر ارتفاع قيمة الدولار سلبًا على أسعار الذهب؛ حيث يجعله أكثر تكلفةً للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، ويؤثر رفع أسعار الفائدة بشكل سلبي أيضًا على المعدن الأصفر؛ حيث يرفع عوائد السندات وبالتالي تصبح تكلفة حيازته أعلى ولكنه لا يوفر عائدًا يُعَدّ جذابًا.

أسعار المعادن النفيسة

حيث انخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.32 في المئة إلى 1,963.19 دولارًا للأونصة، ولكنه يتجه للارتفاع بنسبة 0.4 في المئة خلال هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.29 في المئة إلى 1,965.15 دولارًا للأونصة، وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.1 في المئة إلى 24.71 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.2 في المئة إلى 955.68 دولارًا للأونصة. وفي نفس الوقت، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.4 في المئة إلى 1283.10 دولارًا للأونصة، وتُظهر هذه التحركات في أسعار المعادن النفيسة تأثيرًا لارتفاع الدولار والتذبذبات في سوق العملات والأسواق المالية.

أثر التطورات الاقتصادية على أسعار الذهب

يُتابع المستثمرون عن كثب تطورات الإقتصاد العالمي وتوجهات البنوك المركزية، خاصة تصريحات مجلس الإحتياطي الإتحادي الأمريكي والبيانات الإقتصادية الرئيسية، حيث تُؤثر هذه الأحداث بشكل كبير على تحركات أسعار المعادن النفيسة، وعمومًا يبقى الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في فترات الضبابية الاقتصادية والسياسية، حيث يمكن أن يلجأ المستثمرون إليه كونه استثمار ذو قيمة ثابتة ومأمونة في ظل التقلبات والتحديات العالمية، وفي ظل الظروف الراهنة، قد يظل الذهب محط اهتمام المستثمرين كأحد الأصول الآمنة للحفاظ على قيمتهم وحماية محافظهم الاستثمارية.