تعرف على أسباب وأعراض مرض التهاب الدماغ وكيفية الوقاية والعلاج

يعد التهاب الدماغ حالة خطيرة ونادرة حيث تصيب الدماغ أو أنسجة المخ، يحتاج المصاب إلى علاج سريع لمنع مضاعفات المرض، فهو يتسبب في تضخم الدماغ مما يؤدي إلى تغيرات في الشخصية، ونوبات صرع، وتيبس في الرقبة، وحساسية الضوء، تعتمد أعراضه على الجزء المصاب في الدماغ، تحدث عادة بسبب عدوى فيروسية أو أن جهاز المناعة يهاجم أنسجة المخ عن طريق الخطأ، تعتمد نسبة شفاء المريض من هذا المرض على شدة الفيروس وعلى شدة الالتهاب فكثير من المصابين يتعافون، الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض هم كبار السن، والأطفال، وأصحاب المناعة الضعيفة.

أسباب التهاب الدماغ

يحدث هذا المرض بسبب عدوى في الدماغ مباشرة بواسطة بكتريا، أو فيروس، أو فطريات، يوجد ثلاث أنواع رئيسية من الفيروسات تسبب التهاب الدماغ الأولي وهي:

  • فيروس الهربس البسيط. 
  • فيروسات الأطفال مثل الحصبة.
  • الفيروسات التي تنتقل عن طريق البعوض مثل فيروس زيكا.

يعد التهاب الدماغ الثانوي أحد مضاعفات العدوى الفيروسية حيث تظهر الأعراض بعد أيام أو أسابيع من الإصابة، يهاجم الجهاز المناعي خلايا المخ السليمة، غير معروف حتى الآن سبب هذا الهجوم.

التهاب الدماغ
يحدث التهاب الدماغ نتيجة عدوى مباشرة في الدماغ

أنواع التهاب الدماغ

تتمثل الأنواع فيما يلي:

  • التهاب الدماغ الوبائي

تحدث العدوى عند دخول الفيروس إلى الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي، أيضا يمكن للفيروس أن يصل إلى الجهاز العصبي المركزي ويتسبب في موت الخلايا العصبية، يحدث عند انتقال الفيروس إلى الدم عند اللدغ بحشرة مصابة، من أعراض هذه العدوى الضعف الشديد، يصيب عادة الأشخاص الذين يعملون في المزارع والغابات، يمكن الإصابة عن طريق تناول الألبان غير المبسترة من الأبقار المصابة.

  • التهاب الدماغ المتقطع

يحدث في حالة إصابة الأطفال في الطفولة بالهربس ويظهر في سن بين 20 إلى 40 عام، يحدث بسبب عض الحيوانات المسعورة للبشر فينتقل الفيروس، يختلف الفيروس عن باقي الفيروسات لأنه يستهدف الجهاز العصبي المركزي ولا يمكن لجهاز المناعة أن يكتشفه.

  • التهاب الدماغ المناعي الذاتي

يعد هذا النوع من الأنواع غير المعدية ينتج عن مرض مناعي بسبب عدوى، يعد نوع التهاب الدماغ المضاد المستقبل نمدا هو الأكثر انتشارا، تظهر بعض الأعراض هي:

  • في البداية تظهر أعراض مرض فيروسي.
  • مشاكل جهاز التنفس.
  • انفصام الشخصية.
  • جنون العظمة.

أعراض التهاب الدماغ

تتمثل الأعراض فيما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الصداع.
  • أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
  • ضعف الجسم.
  • حساسية الضوء.

الأعراض الأقل انتشارا هي:

  • تصلب الرقبة.
  • تصلب الأطراف.
  • السعال.

الأعراض عند الرضع هي:

  • القيء.
  • تصلب الجسم.
  • البكاء المتواصل.
  • انتفاخ بالقرب من اليافوخ.

هل هذا المرض خطير؟

يعد هذا المرض خطير فهو يسبب مضاعفات دائمة ومن الممكن أن يؤدي إلى الوفاة، مثال لذلك التهاب الدماغ الناتج عن الهربس البسيط في الأطفال يتسبب في وفاة حالة كل خمسة حالات، أيضا يتسبب في مضاعفات دائمة لنصف عدد المصابين بهذا المرض، يمكن علاج هذا المرض بنجاح عند التشخيص المبكر والعلاج السريع.

يتسبب هذا المرض في تلف الدماغ ومضاعفات طويلة الأمد وهي:

  • مشاكل النطق واللغة.
  • فقدان الذاكرة.
  • الصداع الحاد.
  • التغيرات الشخصية والسلوكية.
  • نوبات متكررة.
  • غيبوبة.
  • مشاكل الانتباه والتركيز.
  • مشاكل نفسية مثل التوتر، والاكتئاب، وتقلبات المزاج.
  • مشاكل في التوازن والحركة.
  • مشاكل في البلع.

تؤثر هذه الأعراض على حياة المريض، التعافي من هذا المرض عملية بطيئة وصعبة، كثير من المصابين لن يتعافوا بشكل كامل، يوجد مراكز متخصصة تسمى مراكز إعادة التأهيل تساعد المريض على التكيف مع هذه المضاعفات وهي تشتمل على:

  • أخصائي علم النفس العصبي وهو مسئول عن إصابات الدماغ.
  • معالج مهني يحدد مشاكل المريض اليومية وإيجاد حلول عملية.
  • أخصائي علاج طبيعي يساعد في علاج مشاكل الحركة.

التشخيص 

يعتمد تشخيص التهاب الدماغ على أعراض المريض وتحاليله، يقوم الطبيب بفحص المريض والسؤال عن تاريخه المرضي واللقاحات التي تلقاها، أيضا يسأله إذا تعرض إلى برد مؤخرا أو تعرض إلى لدغة بعوضة، يقوم المريض ببعض الفحوصات والتحاليل وهي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي يستخدم لعمل صور للأعضاء والهياكل داخل الجسم.
  • الأشعة المقطعية تستخدم في إعطاء صورة مقطعية ثلاثية الأبعاد للجسم ويظهر فيها العضلات والدهون.
  • تحليل الدم يبحث من خلاله عن علامات العدوى أو اضطرابات الجهاز المناعي.
  • تحليل البول والبراز للتأكد من عدم وجود عدوى.
  • مزرعة اللعاب تحدث على المادة التي تخرج من الرئتين عن طريق الفم للتأكد من وجود العدوى.
  • تخطيط الدماغ الكهربائي يسجل النشاط الكهربائي للدماغ باستخدام أقطاب كهربائية توضع على الجمجمة.
  • البزل القطني يحدث عن طريق وضع إبرة أسفل الظهر في القناة الشوكية، يمكن قياس الضغط في القناة الشوكية والدماغ، أيضا من الممكن أخذ عينة من السائل النخاعي وإرساله إلى المعمل للتأكد من وجود عدوى أو مشاكل أخرى.
  • فحص نسيج المخ عن طريق أخذ خلايا أو أنسجة من جسم المريض وفحصها تحت المجهر.
  • مراقبة الضغط داخل الجمجمة يقيس الضغط داخل الجمجمة عند وجود إصابة أو عدوى في الدماغ، عند حدوث انتفاخ داخل الدماغ يرتفع الضغط داخل الجمجمة قد يؤدي إلى تلف الدماغ.

علاج التهاب الدماغ

يهدف علاج التهاب الدماغ إلى تقليل التورم في الدماغ ومنع المضاعفات مثل السيطرة على العدوى أو النوبات، يشتمل علاج هذا المرض على:

  • كورتيكوستيرويدات تعمل على تقليل الالتهاب في المخ.
  • أدوية مضادة للفيروسات تعمل على علاج السبب الأساسي في حالة الالتهاب في الدماغ.
  • المضادات الحيوية تساعد في علاج العدوى البكتيرية التي تؤدي إلى هذا المرض.
  • أدوية مضادة للفطريات تساعد في حالات النوع الفطري.
  • أدوية مضادة للتشنجات تساعد في حالة حدوث نوبات.
  • الجراحة يقوم الأطباء بالجراحة في حالة وجود ورم تسبب في ظهور المرض.
  • علاج الجلوبيولين المناعي عن طريق إعطاء الطبيب للمريض محلولا يحتوي على الكثير من الأجسام المضادة.
  • تبادل البلازما العلاجي يقوم الطبيب بإزالة دم المريض وتنقيته من الأجسام المضادة لمنعها من مهاجمة الجسم واستبدال الدم بدم متبرع.

علامات الشفاء

تتطلب مدة الشفاء من التهاب الدماغ مدة تتراوح بين أيام إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، يوجد بعض الأشخاص يتم شفاؤهم عند العلاج السريع وتعتمد أيضا على شدة الأعراض، يحتاج المريض إلى الكثير من الراحة أثناء التعافي والعودة إلى الحياة اليومية تدريجيا، أيضا قد يساعد النظام الغذائي الصحي، والسلوك الإيجابي، والدعم العاطفي في الشفاء، قد يعاني بعض المصابين من مضاعفات دائمة وهي مشاكل جسدية، ومشاكل الذاكرة، والنوبات. 

هل التهاب الدماغ معدي؟

يعتمد انتقال هذا المرض على سبب العدوى، مثال لذلك فيروس الهربس ينتقل من شخص لآخر قد يسبب الفيروس التهاب الدماغ وفي هذه الحالة يكون المرض معديا، الفيروسات التي تنتقل عن طريق لدغة الحشرات لا تنتقل من شخص إلى آخر في هذه الحالة يكون المرض غير معد، التهاب الدماغ الذي ينتج عن الأمراض المناعية غير معدي، تعتمد فترة حضانة المرض على سبب العدوى قد تتراوح مدة حضانة الفيروسات في المتوسط من ثلاث إلى سبعة أيام، في حالة كان المرض غير معدي لا توجد فترة حضانة.

الوقاية من التهاب الدماغ

يمكن الوقاية من هذا المرض الناتج عن العدوى عن طريق تلقي اللقاحات، ولكن غير ممكن منع هذا المرض، اللقاحات التي يمكن أن تساعد في تقليل الإصابة بالمرض تتمثل فيما يلي:

  • لقاح الحصبة والحصبة الألمانية يقدم للأطفال.
  • لقاح التهاب الدماغ الياباني يقدم للمسافرين إلى أجزاء من آسيا.
  • لقاح الدماغ الذي ينقله القراد يقدم للمسافرين إلى أوروبا.
  • لقاح داء الكلب يقدم للمسافرين إلى المناطق الخطرة.