لا يعرف عدد كبير منا من اول من صام من الأنبياء، حيث يرتبط الصيام وشهر رمضان المبارك في أذهان اغلبنا أنه الشهر الذي أًنزل فيه القرآن وأنه يتعلق بنزول الوحي فقط، ولكن في حقيقة الأمر أن القرآن الكريم قد أوضح تلك النقطة بشكل كبير في الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) حيث نفهم منها أن الصيام شريعة دينية قد فرضها الله عز وجل على عباده قبل أن يُنزل سيدنا جبريل عليه السلام الوحي المعظم على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
من اول من صام من الأنبياء؟
إن أبو البشرية جميعَا سيدنا آدم عليه السلام هو أول من صام في التاريخ، وقد صام الأيام البيض، وقد قام بنقل تلك المعلومة السّيوطي عن الخطابي بالإضافة إلى ابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، ونجد أن المعنى من الصيام هو الإمساك عن القيام بشئ والامتناع عن أدائه، حيث يتوجب على المسلم أن يمتنع بدايًة من الفجر وحتى المغرب عن تناول جميع المفطرات من طعام وشراب، كما يمتنع عن النساء أيضًا.
صيام عاشوراء
نجد أن سيدنا موسى عليه السلام قد كان يصوم يوم عاشوراء وبذلك يتضح لنا أن الله عز وجل قد جعل الصيام أحد العبادات التي يتبعها الرسل إيماناً واحتسابًا قبل ميلاد سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن النوافل التي يتبعها بعضنا في الأمة الإسلامية هو صيام يوم عاشوراء، حيث قد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها فيما معناه أن بداية صيام يوم عاشوراء كانت من قبل ظهور الإسلام، وبعد الإسلام من الممكن للمسلم صيامه أو لا.
الحكمة من الصيام
قد أوضحنا فيما سبق أن هناك أمم من قبل نزول الوحي قد فُرض عليها الصيام أيضًا، وكانت هذه الفريضة لحكمة ربانية تهدف إلى تهذيب النفس البشرية وإلزامها أن تكبت رغباتها عند الحاجة ابتغاء مرضاة وجه الله، كما أن العبادات التي نقوم بها خلال صيام شهر رمضان تمنحنا أجور مضاعفة إلى جانب أن الصيام في حد ذاته قد أوضح الله عز وجل أن الجزاء عليه منه فقط وبذلك نتعشم خيرًا في كرم الرحمن.